للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أقول: الأظهر أن المطلق محمول على عمومه، والمقيدَ محمولٌ على الفردِ الأكملِ، أو أريد به المثال فتأمل، وقد روى الطبراني عن ابن عباسٍ مرفوعًا: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنةِ؟ قال: مجالسُ العلمِ" (١).

قال المؤلف: "أراد برياضِ الجنة ذكرَ الله، وشبه الخوض فيه بالرتع في الخصب، والرتع: الاتساع في الخصب" (٢)، وقال الحنفي: "وضع الرتع موضع القول لأن هذا القولَ سببٌ لنيل الثواب الجزيل، وجعل المساجد رياضَ الجية بناءً على أن العبادة فيها سبب للحصول في رياض الجنة"، ثم الرياض: جمع روضة كالروضات، وأغرب الحنفي في جعله "الروضات" جمع الجمع، والله أعلم.

وعن أنسٍ قال: "كان عبد الله بن رواحة إذا لقي الرجلَ من أصحاب رسول الله قال: تعالَ نؤمن بربّنا ساعةً، فقال ذات يومٍ لرجلٍ فغضب الرجل، فجاء إلى النّبي ، فقال: يا رسول الله، ألا ترى إلى ابن رواحة يرغبُ عن إيمانك إلى إيمانِ ساعةٍ؟! فقال النبي : يرحم اللهُ ابنَ رواحةَ؛ إنه يحبّ المجالسَ التي تَتَباهى بها الملائكةُ" (٣).


(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١١/ ٩٥) رقم (١١١٥٨) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٧٠١).
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٣/ أ).
(٣) أحمد ٣/ ٢٦٥، وإسناده حسن كما في "المجمع (١٠/ ٧٦). =

<<  <  ج: ص:  >  >>