للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كل أحيانه" (١)، ولم تستثنِ حالة من حالاته، وهذا يدل على أنه كان لا يغفل عن ذكر الله تعالى؛ لأنه كان مشغولًا بالله، ذاكرًا له في كل أوقاته، وأما في حالة التخلي فلم يكن أحد يشاهده، لكن شرع لأمته قبل التخلي وبعده ما يدل على [الاعتناء] (٢) بالذكر، [وكذلك] (٣) عين من الذكر عند الجماع، كما سيأتي كل ذلك، فالذكر عند نفس قضاء الحاجة، ونفس الجماع لا يكره بالقلب بالإجماع، وأما الذكر باللسان حالتئذٍ فليس مما شرع لنا، ولا ندبنا إليه ، ولا نقل عن أحدٍ من الصحابة، بل يكفي في هذه الحالة الحياء، والمراقبة، وذكر نعمة الله تعالى في إخراجه هذا [المؤذي] (٤) الذي لولم يخرج لقتل صاحبه، وهذا من أعظم الذكر، ولو لم يقل باللسان" (٥).

(قالوا) أي: العلماء: (وإذا واظب العبد) أي: السالك (على الأذكار المأثورة) أي: المروية (عنه ) وفي نسخة: "على أذكار المأثورة" بإضافة الموصوف إلى الصفة (صباحًا ومساءً) أي: أول النهار وآخره


(١) أخرجه البخاري (١/ ١٢٩ باب: هل يتبع المؤذن فاه ها هنا وها هنا، وهل يلتفت في الأذان؟) تعليقًا، ومسلم (٣٩٣)، كلاهما عن عائشة به.
(٢) كذا في (أ) و (ب) و (هـ) و"مفتاح الحصن الحصين"، وفي (ج): "اعتنائه".
(٣) كذا في (أ) و (ب) و (هـ)، وفي (ج): "ولذلك".
(٤) في "مفتاح الحصن الحصين": "العدو المؤذي".
(٥) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٥/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>