للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضًا: (ولما أقام بمكة نسخ بخطه من أول المقدمة التي جمعتها أول شرح البخاري واستعان بجماعة حتى أكملها تحصيلًا، وكان أرسل إلى صاحبنا التقي الفاسي في مكة من شيراز يسأله عن تعليق التعليق الذي خرجته في وصل تعاليق البخاري، فاتفق وصول كتابه وأنا بمكة ومعي نسخة من الكتاب فجهزتها إليه فجاء كتابه يذكر ابتهاجه وفرحه بها، وأنه شهر الكتاب بتلك البلاد وأهدى إلى بعد ذلك كتابه النشر المذكور، قلت وهو في مجلدين وكتب على كل مجلد منهما بالإجازة لشيخنا، قال: والتمس أن ينشر في الديار المصرية وقدر مجيئه، فنشرته وعلمًا كثيرًا، ثم أرسل إليَّ من شيراز بالمقدمة والتعليق، فألحقت بهما ما كان تجدَّدّ لي بعد حصولهما له، وكتب عني شيئًا من أول ما علقته متعقبًا على جميع رجال مسند أحمد، وبالغ في استحسان ما وقع لي من ذلك). (١)

وكان لابن الجزري اهتمامًا بالغا بمسند الإمام أحمد، دراسةً لأسانيده، ومعرفةً برجاله، وعرضًا وسماعًا، وختمًا وإجازةً، حتى أنَّ له فيه ثلاثة كتب مخصوصة، وهي:

١. القصد الأحمد في رجال مسند أحمد.

٢. المسند الأحمد فيما يتعلق بمسند أحمد.

٣. المصعد الأحمد في ختم مسند أحمد.

ومما اهتم به كذلك الأحاديث العوالي، وتخريج المشيخات، والمستخرجات على أربعينيات من سبقه، وتذييله على كتب الرجال،


(١) المصدر السابق (٢/ ٥٨٢ و ٥٨٣). باختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>