للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الحنَّان" قبل "المنان"، وأ يذكر ابن أبي شيبة: "يا حي يا قيوم".

(الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. اللهم إني أسألك بأن لك) أي: لا لغيرك (الحمد) أي: جميع أفراده، فإنه وإن حُمِدَ غيرُه صورةً، لكن يرجع إليه حقيقةً، [فإن اللام] (١) للاستغراق على ما هو مقتضى مذهب أهل السنة، خلافًا للمعتزلة على ما ذكره صاحب "المدارك" (٢)، وهو مبنيّ على مسألة خلق الأفعال، وعلى تقدير أن يكون التعريف للجنس، فهو في هذا المقام يرجع إلى الاستغراق بمعونة لام التخصيص.

ولا يبعد أن [يراد] (٣) بالتعريف العهد، فالمراد: الحمد اللائق له، وهو حمده الذي حمده بذاته لذاته وصفاته، كما أشار إليه بقوله: "أنت كما أثنيت على نفسك" (٤)، أو ما حمده الأنبياء والأولياء، فإن العبرة بحمدهم دون حمدِ غيرهم، أو لك استحقاق الحمد على الإطلاق، سواء حمدت أو لم تحمد، أو لك الحامدية والمحمودية.

(لا إله إلا أنت) استئنافُ بيانٍ، أو متضمن للتعليل (وحدك) أي: منفردًا بالذات (لا شريك لك) أي: في الصفات، وقوله "وحدك"


(١) كذا في (ج)، وفي (أ) و (ب) و (د) و (هـ): "فاللام".
(٢) "مدارك التنزيل وحقائق التأويل" للنسفي (١/ ١٦)، المعروف بـ "تفسير النسفي".
(٣) كذا في (ب) و (ج) و (د) و (هـ)، وفي (أ): "يكون المراد".
(٤) أخرجه مسلم (٤٨٦) من حديث عائشة به مرفوعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>