للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(لا إله إلا الله) نفي للشريك في الألوهية (وحده) أي: لا ضد له، ولا ند له، وقيل: "إشارة إلى أنه أحد في ذاته لا تركيب فيه، أو إلى أنه فرد لا شفع له من صاحبة أو ولد"، والأظهر أن يكون معناه منفردًا بالذات، كما أن معني قوله: (لا شريك له) أي: في كمال الصفات، وأما ما اختاره الحنفي من أن كل واحد منهما تأكيد، فخلاف الأولى، مع إمكان التأسيس على ما لا يخفى، (له الملك) أي: السلطنة العظمي، (وله الحمد) أي: في الآخرة والأولى، (وهو على كل شيء) أي: شيء شاءه، أو على كل شيء (قدير) تام القدرة، كامل القوة.

(لا إله إلا الله) لعل تكريرها لزيادة الاهتمام بها، أو ليعطف عليها (ولا حول ولا قوة إلا بالله)؛ لأنه به يتم التوحيد في نظر أهل التفريد، بناء على أن معناه: لا حول للعبد، ولا تحول، ولا انصراف عن معصية الله إلا بعصمته، ولا قوة ولا حركة ولا إقبال علي طاعة الله إلا بمعونته.

قال المصنف: "يريد بالكلمة: الجملة، وكذا ترد في لسان العرب، مثل قوله: "كلمتان خفيفتان على اللسان … " الحديث" (١).

قلت: يوهم أن قوله: "كلمتان" من لسان العرب، مع أنه من الحديث المشهور الذي وقع ختم كتاب البخاري به (٢)، فكان حقه أن يقول: وكذا


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٦/ أ).
(٢) أخرجه البخاري في "صحيحه" (٦٤٠٦) و (٧٥٦٣) من حديث أبي هريرة به مرفوعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>