للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأشخاص ونفوسها، وعك الثاني: أنه تحرك حول [النفس] (١)، وأحاط بها" (٢)، انتهى.

ولا يخفى أن إطلاق التحرك حول [النفس] (٣) على الله غير صحيح، فالصواب أن يراد المعنى الأول، فتأمل؛ فإنه موضع الزلل. وتحرير المعنى: أنه يمنع بين النفوس ومراداتها، أو بين الأشخاص ومشتهيات نفوسهم ومقصوداتها.

(وأخذت) يجوز قراءته بالإظهار والإدغام (بالنواصي) الباء للتعدية، والناصية: الشعر الكائن في مقدم الرأس على ما في "الصحاح" (٤)، وأخذها كناية عن الاستيلاء التام، والتمكن من التصرف الكامل، ومنه قوله تعالى: ﴿مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا﴾ [هود: ٥٦].

والظاهر: أن معنى الحديث أعم، حيث يراد بالنواصي نواصي جميع الأشياء، ولعل ذكر الدابة في الآية تغليب.

(وكتبت الآثار) أي: أثبتت الأعمال في اللوح، أو عند نفخ الرُّوح، (ونسخت الآجال) أي: بينت الأعمار كذلك.


(١) كذا في (أ) و (ب)، وفي (ج) و (هـ): "النفوس".
(٢) "النهاية" (١/ ١٠٨٨).
(٣) كذا في (أ) و (ب) و (ج) و (د)، وفي (هـ): "النفوس".
(٤) لم أجده في "الصحاح" لكنه في "تهذيب اللغة" للأزهري (١٢/ ٢٤٤) بلفظ: "الناصية: هي قُصاصُ الشّعَر في مقدَّم الرأس".

<<  <  ج: ص:  >  >>