للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسافة خمس مئة عام، وكذا غلظ كل سماء (والأرض) أي: وكذا طبقات الأرض السبع وما بينها، وإنما أفردت لاتفاق طبقاتها الترابية، أو لصغرها، فإنها بجنب السماء كحلقة في فلاة، فجمع السماء لكبرها أو لاختلاف طبقاتها، وتقديمها لشرفها، فإنها مقر الملائكة المقربين، وأرواح الأنبياء والمرسلين، وفيها الجنة ومراتب العليين.

(وبكل حق هو لك) أي: على السائلين وغيرهم، (وبحق السائلين عليك) بناء على ما وعدتهم من الإجابة، وكأنه سأل الله تعالى متوسلًا بحقوق الله تعالى على مخلوقاته، وبحقوق السائلين عليه تعالى.

والظاهر: أن حق الله هو إطاعته وثناؤه، والعمل بأوامره، والنهي عن زواجره، وحق العباد على الله ثوابهم الذي وعدهم به، فإنه واجب الإنجاز ثابت الوقوع، [بوعده] (١) الحق وإخباره الصدق.

(أن تقيلني) مفعول ثانٍ لـ "أسألك"، قال المصنف: "هو بضم التاء، من: أقاله عثرته، إذا تجاوز عنها، أي: تتجاوز عن ذنوبي" (٢) (في هذه الغداة) بفتحتين بعدهما ألف، ويكتب بالواو كالصلاة، وفي نسخة بضم فسكون ففتح واو، وهما لغتان بمعنى البكرة، وهي أول النهار، فيقوله إذا أصبح.


(١) كذا في (ب)، وفي (أ) و (ج) و (د): "لوعده".
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٦/ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>