للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"اللهم" فيها تسعة وتسعون اسمًا، يعرفها أرباب النقول، وأصحاب العقول" (١).

ومجمل الكلام في تحصيل المرام أن معناه: يا من اجتمعت له الأسماء الحسنى، وتحققت له الصفاتُ العلى (٢).

(صلِّ على سيِّدِ الخلق) أي: على أفضل المخلوقات، وأكمل الموجوداتِ، ولما أمر الله سبحانه عباده بالصلاة عليه، ولم يبلغ أحدٌ قدر الواجب من ذلك، أحالوها عليه، لأنه أعلمُ بما يليق به، كذا قاله المصنف تبعًا لصاحب "النهاية" (٣)؛ ففيه إشعارٌ بأنّ الخلق عاجزون عن أداءِ [صلاته] (٤)، وقاصرون عن بيان نعوته وصفاته، لعلوّ كمال ذاته، فعدَلوا عما أُمروا بقوله تعالى: ﴿صَلُّوا عَلَيهِ﴾ إلى العجز لديه، وردّ الصلاة إليه بقولهم: "اللهم صلّ عليه".

فـ "صَلِّ" أمرٌ فيه معنى الاستدعاء لإنزال الرحمة عليه من السماء؛ ولذا [تعدي] (٥) بـ"على" على ألسنة الفصحاء (٦)، فلا يَرِد أنَّ "على" للضرر في


(١) أورده ابن قيم الجوزية في "جلاء الأفهام" (صـ ١٥٦).
(٢) ينظر في ذلك قول السخاوي في "القول البديع" (ص ٧٦).
(٣) "النهاية" لابن الأثير (٣/ ٥٠) مادة (ص ٧٦).
(٤) كذا في (أ) و (ب) و (ج) و (د) ونسخة كما في حاشية (هـ)، وفي (هـ): "الصلاة عليه".
(٥) كذا في (ب) و (د)، وفي (أ): "يتعدى"، وفي (ج) و (هـ): "يعدى".
(٦) بعدها في (هـ) زيادة: "والبلغاء".

<<  <  ج: ص:  >  >>