فيكون معنى قوله "لله" أنه متفضل بها؛ لأن الرحمة التامة لله يؤتيها من يشاء، وإذا حملت على الدعاء، فظاهر، وإذا حملت التحية على السلام، فيكون التقدير: التحيات التي تعظم بها الملوك مستمرة لله، وإذا حملت على البقاء، فلا شك في اختصاص الله تعالى به، وكذلك العظمة التامة".
وأما "الطيبات": فقد فسرت بالأقوال، ولعل تفسيرها بما هو أعم، فتشمل الأقوال والأفعال والأوصاف، وطيبها كونها كاملة خالصة عن الشوائب".
وقال القرطبي:"قوله: "لله" فيه تنبيه على الإخلاص في العبادات، أي: تلك لا تُفْعَلُ إلا لله، ويحتمل أن يكون المراد: الاعتراف بأن ملك الملوك وغير ذلك مما ذكر كله في الحقيقة لله، وأظهر الأقوال وأجمعها ما قيل من: "أن التحيات: العبادات القولية، والصلوات: العبادات البدنية، والطيبات: العبادات المالية".
هذا، وقد قال البيضاوي (١): "يحتمل أن يكون "والصلوات والطيبات" عطفًا على "التحيات"، ويحتمل أن يكون "والصلوات" مبتدأ، وخبره محذوف، و"الطيبات" معطوفة عليها، فالواو الأُولى لعطف الجملة على الجملة، والثانية لعطف المفرد على المفرد".
(السلام عليك أيها النبي ورحمة الله) أي: رأفته، وعطفه، ومغفرته (وبركاته) قيل: "هذه الإضافة باعتبار أن البركة، سواء كانت بمعنى
(١) انظر: تحفة الأبرار شرح المصابيح للبيضاوي بتحقيقنا (١/ ٣٤٤).