"السنن الكبير" له عن عائشة، ولفظ ابن مسعود:"كنا إذا صلينا خلف رسول الله ﷺ قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان، فقال ﷺ: "لا تقولوا: السلام على الله، ولكن قولوا: التحيات لله … " إلى آخره.
ثم اعلم أن حديث ابن مسعود أصح حديث روي في التشهد، وعليه العمل عند أكثر أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم، على ما ذكره الحافظ العسقلاني.
(التحيات المباركات، الصلوات الطيبات لله) قال الخطابي: "حذفت الواو من حديث ابن عباس اختصارًا، تقديره:"والمباركات، والصلوات، والطيبات" وهو جائز معروف في اللغة، وقيل في بيان هذا النظم:"إنه جملتان واردتان على سبيل الاستئناف، فإن التحيات مبتدأ، والمباركات صفته، والخبر مقدر، أي: التحيات المباركات لله.
فإن العبد لما وجه التحيات المباركات إلى الله، اتّجه لسائل أن يقول: فما للعبد حينئذٍ؟ فأجيب: بأن الصلوات الطيبات لله، فالله تعالى يوجهها إليه جزاء لما فعل فضلًا منه ورحمة، فإن الصلاة: هي الرحمة، والبركة: أنواع الخير، وهي المسئولة في قوله: "اللهم إني أسألك الطيبات""، انتهى.
وفيه بحثٌ، لأنه خلاف الظاهر، ولا يلائمه سائر الروايات، والظاهر أن كلًّا من هذه الأربع مبتدأ، إما بحذف العاطف كما جوزوا، أو على سبيل التعداد، و"لله" خبرها.