ولا دلالة لأثر ابن عمر على المُدَّعَى، فإن الظاهر منه أنه كان يطلب تيسير الشعير والملح منه تعالى، لا نفسهما على طريق خرق العادة، فهذا لا ينافي ما قاله علماؤنا، من أنه لو قال:"اللهم أعطني شعيرًا أو ملحًا بطلت صلاته"؛ لأنه من جنس كلام الناس.
ومثله مبطل وإن كان بلفظ الذكر، كما إذا قيل له:"جاء فلان" فقال: "الحمد لله"، [أو](١)"مات فلان"، فقال:"إنا لله"، وأمثال ذلك حيث ينقلب الذكر من موضوعه المعنوي إلن الجواب الإنساني، والخطاب النوعي الحدثاني لقصده الجواب، ونظيره جواز تكلم الجنب والحائض بالآية القرآنية، لا على قصد القراءة.
(وليستعذ) أي: إذا فرغ أحدكم من التشهد، والصلاة على النبي ﷺ، (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم) أي: وما يؤدي إليه، (ومن عذاب القبر) أي: من أنواعه وأسبابه، (ومن فتنة المحيا) أي: الحياة أو زمانها، من الابتلاء مع زوال الصبر والرضا، والوقوع في الآفات، والإصرار على الفساد، (والممات) أي: الموت أو وقته، من حالة النزع ووقت سكرات الموت ومنكراته، أو زمان تحققه من سؤال منكر ونكير، مع الحيرة والخوف، والدهشة والغربة، وضيق القبر والشدة.
(ومن شر فتنة المسيح الدجال) هذا عطف خاص على عام، يدل على عظمة فتنته وقوة بليته، ويمكن أن يكون كناية عن الكفر في حال الحياة