للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاريًا عن [الأعراض] (١) الفاسدة، أو خاليًا في بيان أسمائه ونعوته من أوصاف الملاحدة.

(مباركًا فيه) أي: في الحمد، وهو مفعول أقيم مقام فاعل "مباركًا"، أي: ما وقع فيه البركة، والزيادة والثبات، والنمو والدوام، والمعنى: حمدًا ذا بركةٍ دائمًا لا ينقطع؛ لأن نعمة الله لا تنقطع عنا، فينبغي أن يكون حمدنا غير منقطع أيضًا، ولو نيةً واعتقادًا.

(غير مَكْفِي) بالنصب، وفي نسخة صحيحة بالرفع وسيأتي وجهها، قال المؤلف: "بفتح الميم وإسكان الكاف وتشديد الياء، قال الخطابي: "معناه: أنه هو المطعم الكافي، وهو غير مطعم ولا مكفي" (٢)، أقول: فهو من الكفاية على ما اختاره صاحب "الأذكار"، ويكون الضمير لله.

ففي "الأذكار": "مكفي: بفتح الميم وتشديد الياء، هذه الرواية الصحيحة الفصيحة، ورواه أكثر الرواة بالهمز، وهو فاسد من حيث العربية، سواء كان من الكفاية أو من كفأت الإناء، كما لا يقال في المقروء: مقرئ، ولا في المرمي: مرمئ بالهمز"، انتهى.

فما نقله الحنفي عن الطيبي من: "أن معناه: غير مردود ومقلوب من كفأت الإناء، والضمير للطعام الذي يدل عليه سياق الكلام" مردودٌ عليه، لما سبق الإشارة إليه.


(١) كذا في (أ) و (ب)، وفي (ج): "الأغراض".
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٠/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>