للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتحقيق مع القتيبي؛ لأن كلامه في الفرق بينهما، لا أنه لا يستعمل كل في غيره تغليبًا أو مقيدًا، أو نظيره الفرق المشهور بين وعد وأوعد، حيث يستعمل الأول في الخير، والثاني في الشر عند الإطلاق، وقد يستعمل كل بخلاف الآخر بقرينة صارفة، كقوله تعالى: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ﴾ [البقرة: ٢٦٨]، وقوله سبحانه: ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ﴾ [الحج: ٤٧] وفي الحديث: "وأما لمة الملك فإيعاد بالخير" (١).

(الحمد لله غير مودع) بتشديد الدال وبنصب "غير"، وجوز الرفع والجر، (ولا مكافًى) بفتح الفاء منونًا، وفي نسخة صحيحة بهمز بعد الفاء، وقال ميرك نقلًا عن الشيخ: "إنه بالهمز، هكذا ثبتت الرواية في هذا الحديث، ومعناه: أن نعم الله لا تكافأ"، انتهى.

وقال الجوهري (٢) في المهموز: "كل شيء ساوى شيئًا حتى يكون مثله، فهو مكافئ له"، وفي الناقص: "كافيته: من المكافأة، فهو اسم مفعول هنا، إما مهموز، أو ناقص"، وفي "التاج": "من المهموز، وأصل المكافأة المقاومة والموازنة".


(١) أخرجه الترمذي (٢٩٨٨)، والنسائي السنن الكبرى (١١٠٥١)، وابن حبان (٩٩٧) رقم (٩٩٧)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (١٩٦٣).
(٢) الصحاح (١/ ٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>