للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويؤيده ما رواه الطبراني، والحاكم وصححه، عن ابن مسعود بلفظ: "إذا أراد أحدكم أمرًا" (١) (فليركع) أي: فليصل (ركعتين) يقرأ فيهما الكافرون والإخلاص، أو آية ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [القصص: ٦٨]، وآية ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ [يَكُونَ] (٢) لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: ٣٦].

(من غير الفريضة) وفي نسخة: "من غير فريضة"، إشارة إلى أنه لا تجزئ الفريضة مقامهما، ولا يكتفى بها عنهما، بخلاف تحية المسجد وشكر الوضوء، فإنهما يؤديان بكل صلاة، ففيه إشعار باهتمام هذه اورة، والأظهر أن المراد به الوجه الأكمل، وهو أن يكون صلاته على حدة من غير فريضة، أو سنة مؤكدة، ثم إنه ما عيّن وقتًا؛ فذهب جمع إلى [جوازها] (٣) في جميع الأوقات، والأكثرون على أنها في غير الأوقات المكروهة.

(ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك) من الاستخارة، وهي استفعال من الخير ضد الشر، ومعناه: طلب الخير في الشيء، ومنه دعاء الاستخارة:


(١) أخرجه الطبراني في "الدعاء" (١٣٠٢)، وفي "المعجم الكبير" (١٠/ ٧٨) رقم (١٠٠١٢) وفي "الصغير" (٥٢٤) وفي "الأوسط" (٣٧٢٣)،
(٢) كذا في (ب)، وفي (أ): "تكون".
(٣) كذا في (ج) و (د)، وفي (أ) و (ب): "جوازهما".

<<  <  ج: ص:  >  >>