للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"هذا الحصن اسم إن، والجار والمجرور خبرُها، وكذا ما بعدهما من المتعاطفين إلى قوله: "بذلت"، فإنه جملة مستأنفةٌ، أو خبرٌ آخرُ"، وهو الأظهر.

وقال ميرك شاه (١): "والأولى أن يجعل "بذلت" خبر "إنّ"، وجملة ما قبله من المعطوف والمعطوف عليه اسمها، ولا محذور، فإن الممتنع هو العطف على محل اسم "إنّ" قبل مضيّ الخبر"، انتهى.

ولا يخفى أن هذا الإعراب بشرطهِ المذكورِ جائزٌ … عند أرباب العربيّة، بل هو مرجح عند القراءِ؛ حيث قرأ جمهورُهم في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا﴾ [الجاثية: ٣٢] برفع الساعة عطفًا على محلّ "إنّ" واسمها، بناءً على تقدُّم الخبر، وهو "حق"، أو [على] (٢) جعلها مبتدأ وخبره ﴿لا رَيْبَ فِيهَا﴾، كما اختاره الجعبري (٣).


(١) هو: نسيم الدين محمد بن ميرك شاه الحنفي من علماء القرن العاشر، له اهتمام بعلم الحديث. توفي والده - فيما ذكره سزكين - سنة ٩٣٥ هـ له شرح على شمائل الترمذي وآخر على مشكاة المصابيح. وكتابه من أهم موارد القاري.
(٢) من (ج) و (د) و (هـ) فقط.
(٣) إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل، أبو إسحاق، الجعبري، يقال له: "شيخ الخليل"، وقد يعرف بـ "ابن السراج"، وكنيته في بغداد "تقي الدين"، وفي غيرها "برهان الدين"، له نحو مئة كتاب، أكثرها مختصر، عالم بالقراءات، من فقهاء الشافعية، له "شرح الشاطبية" المسمى "كنز المعاني شرح حرز الأماني - خ"، ولد سنة: (٦٤٠)، وتُوفِّيَ سنة: (٧٣٢). راجع ترجمته في: "الأعلام" للزركلي (١/ ٥٥)، و"معجم المؤلفين" لكحالة (١/ رقم: ٣٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>