للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واحدًا، (أو أستودعكم) إن كان المقيم جماعةً أو واحدًا وأراد تعظيمه، فـ "أو" للتنويع أو لاختلاف الرواية، لا للشك كما توهم الحنفي.

(الله الذي لا يخيب) بفتح فكسر، أي: لا يخسر، وفي نسخة بضم ففتح فتشديد، من خاب الرجل خيبة، إذا لم ينل ما طلب، وخيبته أنا تخييبًا.

(أو لا يضيع) بفتح فكسر من الضياع، يقال: ضاع الشيء ضيعة وضياعًا هلك، وفي نسخة بتأنيث الفعلين المجردين، وفي نسخة من الإضاعة، وفي أخرى من التضييع، وهما بمعنًى.

ثم قوله: (ودائعُه) بالرفع على ما في الأصل من المجرد، وبالنصب على ما في [بعض] (١) النسخ من المزيد، و"أو" لاختلاف الرواة، كما كتب في نسخة -وهي "أصل الأصيل"-: رمز ابن السني فوق الفعل الأول، و"طب" فوق الثاني، وعكسه في "أصل الجلال".

فبطل ما قاله الحنفي من أن كلًّا من الفعلين المذكورين على سبيل الشك من الراوي، إما مجرد أو مزيد، على أن الشك لا ينافي التوزيع الذي يحصل به الجمع كما في اختلاف الرواية. (ي، طب) أي: رواه ابن السني، والطبراني في "الدعاء" له؛ كلاهما عن أبي هريرة.

(ومن قال له) أي: للمقيم، (أريد السفر فأوصني، قال له: عليك بتقوى الله) "عليك" اسم فعل بمعنى: خذ، يقال: عليك زيد، أو عليك بزيد، أي: خذه، فالمعنى: الزمها وأدم عليها بجميع أنواعها، فإنها الوصية التي وصى بها عباده، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا


(١) زيادة من (ب) فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>