للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنه قال: "إذا ضل أحدكم شيئًا أو أراد عونًا وهو بأرض ليس بها أنيس، فليقل: يا عباد الله، أعينوني. يا عباد الله، أعينوني؛ فإن لله عبادًا لا نراهم".

(وقد جُرّب ذلك) أي: وذلك مجرب محقق. (ط) أي: رواه الطبراني من حديث عتبة بن غزوان أيضًا (١).


(١) قال الهيثمي (١٠/ ١٣٥): رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم إلا أن يزيد بن علي لم يدرك عتبة. قال الشيخ الألباني: ومع أن هذا الحديث ضعيف كالذي قبله، فليس فيه دليل على جواز الاستغاثة بالموتى من الأولياء والصالحين، لأنهما صريحان بأن المقصود بـ "عباد الله" فيهما خلق من غير البشر، بدليل قوله في الحديث الأول: "فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليهم". وقوله في هذا الحديث: "فإن لله عبادًا لا نراهم".
وهذا الوصف إنما ينطبق على الملائكة أو الجن، لأنهم الذين لا نراهم عادة، وقد جاء في حديث آخر تعيين أنهم طائفة من الملائكة. أخرجه البزار عن ابن عباس بلفظ: "إن لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصا بت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني". قال الحافظ كما في "شرح ابن علان" (٥/ ١٥١): "هذا حديث حسن الإسناد غريب جدًّا، أخرجه البزار وقال: لا نعلم يروى عن النبي بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".
وحسنه السخاوي أيضا في "الابتهاج" وقال الهيثمي: "رجاله ثقات". قلت: ورواه البيهقي في "الشعب" موقوفا كما يأتي.
فهذا الحديث -إذا صح- يعين أن المراد بقوله في الحديث الأول "يا عباد الله" إنما هم الملائكة، فلا يجوز أن يلحق بهم المسلمون من الجن أو الإنس ممن يسمونهم برجال الغيب من الأولياء والصالحين، سواء كانوا أحياء أو أمواتًا، فإن=

<<  <  ج: ص:  >  >>