(لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. مص) أي: رواه ابن أبي شيبة عن ابن عمر.
(فإذا فرغ من الطواف تقدم) أي: ذهب (إلى مقام إبراهيم، فقرأ: ﴿وَاتَّخَذُوا﴾) وقرئ بالكسر على الأمر، وبالفتح على الخبر، لكن قال المصنّف:"الرواية: بكسر الخاء المعجمة على الأمر" انتهى.
والمعنى: خذوا استحبابًا (﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ﴾) أي: بعض حواليه العرفية (﴿مُصَلًّى﴾) أي: موضع صلاة لركعتي الطواف " فإنه أفضل من سائر أمكنة المسجد وسائر الحرم، مع الجواز في خارجه أيضًا.
ثم عندنا معشر الحنفية: ركعتا الطواف واجبة عقيب كل طواف فرضًا كان أو نفلا، لكن يكره أداؤها في الأوقات المكروهة، وعند الشافعي سنة ولا وقت كراهة لها عنده.
(وجعل) أي: النبي ﷺ(المقام بينه وبين البيت) أي: لأنه أفضل مَحَالِّه، (وصلى ركعتين في الأولى) أي: بعد الأولى (﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾)، وفي الثانية:(﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾) أي: لدلالة كل واحدة منهما على التوحيد، ونفي الشرك على وجه التأكيد.
(ثم يرجع إلى الركن) أي: الركن الأعظم، (فيستلمه) أي: ثانيًا بمنزلة سلام التوديع بالانتقال إلى السعي، قال المصنّف: "قيل: هو يفتعل من
= وانظر كلام ابن علان وقول الحافظ ابن حجر في "الفتوحات الربانية" (٤/ ٣٨٢ - ٣٨٣).