للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وإذا رجع) أي: من عرفة (وأتى المشعر الحرام) أي: عملًا بقوله تعالى: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ﴾، أي: دفعتم ورجعتم. ﴿مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾ [البقرة: ١٩٨]، وهو جبل بمزدلفة اسمه قزح، يقف عليه الإمام، كذا في "المغرب" وهو أفضل أماكن المزدلفة، وإلا فكلها موقف إلا وادي محسّر؛ على ما في حديث (١).


(١) قال الشيخ المعلمي في رسالته (سيرة النبي من عرفات إلى مزدلفة): إذا ثبت أن محسرا يكره الكون به فوق ما لابد منه من المرور السريع وجب أن لا يكون من البقعة التي شرعت فيها البيتوتة ليالي التشريق والكون بها بقية نهارا لثامن وليلة التاسع ويوم النحر وأيام التشريق وهي منى فلا يكون محسرا من منى في الحكم وجاء ما يدل على أنه من منى في الاسم.
فأما في الاسم فقد جاء ما يدل على أنه من مزدلفة في الاسم مع خروجه منها في الحكم وجاء على ما يدل أنه ليس من منى ولا مزدلفة.
فأما الأول: فأخرج ابن جرير في تفسيره: عن زيد بن أسلم عن النبي قال: عرفة كلها موقف إلا عرنة، وجمع كلها موقف إلا محسر.
وأخرج عن ابن الزبير: "كل مزدلفة موقف إلا وادي محسر".
وعن عروة بن الزبير مثله وخبر عبد الله بن الزبير في الموطأ عن هشام بن عروة عنه.
والأصل في الاستثناء الاتصال فيكون محسرا داخلا في مزدلفة في الاسم خارجا عنها في الحكم فعلى هذا لا يكون من منى في الاسم أيضا.
فإن قيل: قضية هذا أن تكون عرنة داخلة في اسم عرفة وإن خرجت عنها في الحكم.
فقلت: لا مانع من هذا بل يشهد له ما ذكره صاحب القرى وغيره بعد ذكر ابن=

<<  <  ج: ص:  >  >>