للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث، وسموهم مجَسِّمة، ومشَبِّهة، وقالوا: هم المتسترون بالبَلْكَفة (١) وقد وضح لديَّ (٢) وضوحا بَيِّنًا أن استطالتهم هذه ليست بشيء، وأنهم مخطئون في مقالتهم (٣) رواية ودراية، وخاطئون في طعنهم أئمة الهدى " (٤) انتهى.

وقد قال العلامة ابن القيم في " كافيته الشافية ": " فصل في تلقيبهم أهل السنة بالحشوية، وبيان من أَوْلى بالوصف المذموم في هذا اللقب من الطائفتين، وذكر أول من لَقَّب به أهل السنة من أهل البدع:

ومن العجائب قولهم لمن اقتدى ... بالوحي من أَثَر ومن قرآن

حشوية يعنون حشوا في الوجو ... د وفضلة في أمة الإنسان

ويظن جاهلهم بأنهم حشوا ... رب العباد بداخل الأكوان

إذ قولهم فوق العباد وفي السما ... ء الرب ذو الملكوت والسلطان

ظن الحمير بأن في للظرف والرحـ ... ـمن مَحْوِيٌّ بظرف مكان

والله لم يسمع بذا من فرقة ... قالته في زمن من الأزمان

لا تبهتوا أهل الحديث به فما ... ذا قولهم تَبًّا لذي البهتان

بل قولهم: إن السماوات العلى ... في كف خالق هذه الأكوان

حقا كخردلة ترى في كف ممـ ... ـسكها تعالى الله ذو السلطان

أترونه المحصور بعد أم السما ... يا قومنا ارتدعوا عن العدوان

كم ذا مشبهة وكم حشوية ... فالبهت لا يخفى على الرحمن

تدرون من سَمَّتْ شيوخكم بهـ ... ـذا الاسم في الماضي من الأزمان


(١) البلكفة: يعنون بها عبارة " بلا كيف "، وذلك أن المتبعين صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة والسلف رضوان الله عليهم يقولون مثلا: نثبت استواء الله على العرش بمعنى أنه علا وارتفع، لكن بلا كيف، فأتت عبارة بكلفة من عبارة " بلا كيف ".
(٢) في حجة الله البالغة: " علي ".
(٣) في الأصل: " روايتهم "، وما أثبته من حجة الله البالغة.
(٤) حجة الله البالغة لشاه ولي الله الدهلوي (١ / ٦٤) .

<<  <   >  >>