إذا علمت هذا زاد حرصك على تعلم ذلك وتعليمه، وتفهمه وتفهيمه، خصوصا أن علماء هذه الأمة الخاتمة حذروا من سلوك مسالك الجاهلية النكراء، بعدما رأوا ما وقع فيه فئام الناس من البدع والمحدثات، والتشبه بأهل الجاهلية الجهلاء من الأميين والكتابيين، ووقعوا فيما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكان من نتائج ذلك تأليف الكتب المحذرة من الوقوع في ذلك، فألفت في ذلك مؤلفات عديدة، منها ما يتحدث عن البدع عموما، وفي ضمنه التحذير من مشابهة الكفار، ومنها ما هو خاص بالتحذير من مشابهة الكفار.
ومن هذه المؤلفات هذا المؤلف الذي بين يديك، وهو " مسائل الجاهلية التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل الجاهلية " ألف أصله الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد رحمه الله، وتوسع فيها على هذا النحو علامة العراق: الإمام أبو المعالي محمود شكري بن عبد الله الألوسي رحم الله الجميع.
وقد كنت عزمت على طباعته سنة ١٤١٣ هـ لكن ما يسر الله ذلك، ثم عزمت ثانية هذا العام ١٤٢٢ هـ، فكانت هذه الطبعة، ومن رأى فيها شيئا من الخطأ فليبادر إلى نصيحتي مشكورا، بأن يبينه لي، وليكن رائده في هذا المجال وغيره النصح والإرشاد، والتواصي بالحق، ورحم الله عبدا دلني على خطئي، وأهدى إلي عيوبي، وليكن النصح مقرونا بالدليل من كتاب وسنة، وما كان عليه سلف الأمة، وجزاه الله خيرا.
هذا وصلى الله على عبده ونبيه محمد وعلى النبيين من قبله وسلم تسليما كثيرا.