وقال أبو الحسن الدارقطني: حضرت أبا بكر الأنباري في مجلس إملائه يوم الجمعة، فصحف اسماً أورده في إسناد حديث؛ إما كان "حيان" فقال: "حبان" أو "حبان"، فقال:"حيان"، قال أبو الحسن: فأعظمت أن ينقل عن مثل مع فضله وجلاله وهم، وهبت أن أوقفه على ذلك. فلما انقضى الإملاء تقدمت إلى المستملي، وذكرت له وهمه، وعرفته صواب القول فيه وانصرفت. ثم حضرت الجمعة الثانية، فقال أبو بكر للمستملي: عرف الجماعة الحاضرين، أنا صحفنا الاسم الفلاني، لما أملينا حديث كذا في الجمعة الماضية، نبهنا ذلك الشاب على الصواب وهو كذا، وعرف ذلك الشاب أنا رجعنا إلى الأصل فوجدناه كما قال.
ويحكى أن أبا بكر بن الأنباري قال في اسم الشمس:"بوح" بالباء بنقطة من تحت، فرد عليه أبو عمر الزاهد، وقال: إنما هو "يوح" بالياء المعجمة بنقطتين من تحت، كذلك سمعته من أبي العباس ثعلب، والصحيح ما قال أبو عمر، والعالم من عدت سقطاته.
ويحكى أن أبا بكر بن الأنباري مرض، فدخل عليه أصحابه يعودونه، فرأوا من انزعاج والده عليه أمراً عظيماً، فطيبوا نفسه، ورجوا عافية أبي بكر، فقال: كيف لا انزعج وأقلق لعلة من يحفظ جميع ما ترون - وأشار إلى حاري مملوء كتباً.