وروى الرياشي, قال: سمعت عمرو بن مرزوق, يقول: رأيت الأصمعي وسيبويه يتناظران, وهذا يغلبه في لسانه في الظاهر - يعني الأصمعي.
وروى عباس بن الفرج, قال: ركب الأصمعي حمارا ذميما, فقيل له: بعد براذين الخلفاء تركب هذا! فقال متمثلا:
ولما أبت إلا طراقا بوردها ... وتكديرها الشرب الذي كان صافيا
شربنا برنق من هواها مكدر ... وليس يعاف الرنق من كان صافيا
وهذا وأملك ديني, أحب إلي من ذلك مع فقدهما.
قال نصر بن علي: كان الأصمعي يتقي أن يفسر حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما يتقي أن يفسر القرآن.
وقال أيضا: حضرت الأصمعي, وقد سأله سائل عن معنى قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"جاءكم أهل اليمن وهم أبخع أنفسا"، ما معنى أبخع؟ قال: يعني أقتل، ثم أقبل متندماً على نفسه كاللائم لها، فقلت له: لا عليك، فقد حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى:] فلعلك باخع نفسك [، أي قاتل نفسك، فكأنه سريَ عنه.