للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال أبو عبيدة: لست ببيطار؛ وإنما هذا شيء أخذته وسمعته من العرب, فقال لي: يا أصمعي قم, فضع يدك على موضع موضع [من الفرس] , فوثبت, فأخذت بأذني الفرس, ووضعت يدي على ناصيته, فجعلت أقول: هذا اسمه كذا؛ حتى بلغت حافره. فأمر لي بفرس؛ فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة, ركبت الفرس وأتيته.

وقال ابن بكير النحوي: لما قدم الحسن بن سهل العراق, أحب أن يجمع بين جماعة من أهل الأدب, فأحضر أبا عبيدة والأصمعي ونضر بن علي الجهضمي, وحضرت معهم, فابتدأ الحسن فنظر في رقاع كانت بين يديه للناس في حاجاتهم فوقع عليها, وكانت خمسين رقعة, ثم أمر فدفعت إلى الخازن, ثم أفضنا في ذكر الحفاظ, فذكرنا جماعة, فالتفت أبو عبيدة وقال: ما الغرض أيها الأمير في ذكر من مضى! هاهنا من يقول: إنه ما قرأ كتابا قط فاحتاج إلى أن يعود فيه, ولا دخل قلبه شيء وخرج عنه. فالتفت الأصمعي, فقال: إنما يريدني بهذا القول, والأمر في ذلك على ما حكى؛ وأنا أقرب إليه؛ قد نظر الأمير في خمسين رقعة, وأنا أعيد ما فيها وما وقع به على رقعة رقعة؛ فأحضرت الرقاع, فقال الأصمعي: سأل صاحب الرقعة الأولى كذا واسمه كذا؛ ووقع له بكذا, والرقعة الثانية والثالثة, حتى مر في نيف وأربعين رقعة, فالتفت إليه نصر بن علي الجهضمي, وقال: أيها الرجل, أبق على نفسك من العين؛ فكف الأصمعي.

وقال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي رحمه الله تعالى يقول: ما عبر

<<  <   >  >>