للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحضره، فإنه كان صبيًا في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يدري ما يفعل النبي.

وإسلام أبي هريرة إنما كان والنبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة سنة سبع من الهجرة (١).

٤ - أنه روى عن جمع من فقهاء الصحابة يلزم الرجوع إلى قولهم، منهم: زيد بن ثابت (٢)، الذي جمع القرآن، وثانيهم: أبي بن كعب (٣)، وهو الذي قرأه مرتين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وثالثهم: عبد الله بن عباس (٤)، وهو الذي قرأ على أبي وأخذ عنه (٥).

ونوقش من أوجه:

الوجه الأول: أنه معارض بما هو أصح منه عن خمسة من الصحابة؛ منهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعمار، وابن عمر، وأبو هريرة.

فكان الأخذ بقولهم أولى؛ لكونهم الأئمة؛ ولأن معهم ابن مسعود الذي شهد العرضة الأخيرة في العام الذي قبض فيه، فشهد ما نسخ وما بدل (٦).

الوجه الثاني: أنها آثار موقوفة على هؤلاء الصحابة، وقد عارضت المرفوع فلا يلتفت إليها.

الترجيح:

والراجح أنها من عزائم السجود؛ لقوة ما بني عليه هذا القول من أدلة، وضعف ما أورد عليها من المناقشة، في مقابل عدم ثبوت أدلة القول الثاني أمام المناقشة.


(١) المجموع (٤/ ٦٣) المحلى (٥/ ١٦٣) المغني (٢/ ٣٥٤).
(٢) الأثر عن زيد أخرجه ابن حزم في المحلى (٥/ ١٦١).
(٣) الأثر عن أُبي أخرجه الطحاوي في كتاب الصلاة، باب المفصل هل فيه سجود أو لا؟ (١/ ٣٥٤).
(٤) أثر ابن عباس: أخرجه عبد الرزاق في كتاب فضائل القرآن، باب كم في القرآن من سجدة؟ (٣/ ٣٤٣) قال الحافظ: إسناده صحيح الدراية (١/ ٢١١) وانظر: نصب الراية (٢/ ١٨٢).
(٥) الحاوي (٢/ ٢٠٣).
(٦) شرح معاني الآثار (١/ ٣٥٦) الحاوي (٢/ ٢٠٣).

<<  <   >  >>