ومن ذلك أيضاً -وهو من أشد التلبيس على بعض الجماعات المنحرفة-: التحالف مع الأحزاب العلمانية، وكلمة (علمانية) أعتقد أنها كلمة مخفية جداً لأكثر الحقائق، ويترجمونها بتعبير أشد فيقولون: اللادينية؛ لكن هي في الحقيقة الكفر الصراح، والعلمانية تعني رفض الأديان، وفصل الدين عن الحياة، وجعل الدين عبارة عن قضية شخصية بين العبد وربه، دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله! فالعلمانية ما هي إلا كفر؛ بل هي أقصر الطرق الموصلة إلى الكفر، فهذا أيضاً من الضلال المبين والانحراف الخطير الذي شوش على عقيدة عوام المسلمين، وغير هذا الحد المتميز وهو موالاة المسلمين ومعاداة الكافرين، وقضى على هذا الأصل الأصيل من ملة إبراهيم عليه السلام:{إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ}[الممتحنة:٤]، فكيف نضع أيدينا بأيدي حزب الوفد أو الأحرار أو غيرهم من أحزاب الشيطان؟! هل أعلنوا أن إحدى مطالبهم في الحياة هي نصرة دين الإسلام؟
الجواب
لا.
إذاًً: هذه التحالفات هي من الجهل ومن السفاهة، ومن الانحراف في فهم أصل الإسلام الأصيل، ألا وهو عقيدة التوحيد ولوازمها من البراءة من المشركين وموالاة المؤمنين.