[تدريس اللغة العربية للبعثات النصرانية رغم أنف الكنيسة]
حينما كانت البعثات الطلابية النصرانية تصل إلى ديار الإسلام وحواضره لتلقي العلم، وذلك رغم أنف أهل الكنيسة، ورجال الكنيسة، كان أقارب هؤلاء الطلاب ورجال الكنائس يبذلون كل جهدهم لوضع حواجز نفسية في نفوس هؤلاء الطلاب وعقولهم، حتى تحول دون تأثرهم بالإسلام وبخواص المسلمين إذا دخلوا بلادهم ليتلقوا العلوم التي تفوق فيها المسلمون آنذاك.
ولقد بلغ من حرص الكنيسة على هذا أنها في ذلك الوقت أصدرت قراراً كنسياً تقول فيه: إن هؤلاء الشبان الرقعاء الذين يبدءون كلامهم بلغات بلادهم، ثم يكملون كلامهم باللغة العربية؛ لنعلم أنهم تعلموا في مدارس المسلمين، أي: أنهم كانوا يعدونها مفخرة، فكان الرجل إذا عاد إلى قومه يبدأ كلامه بالإنجليزية أو الألمانية أو غيرها، ثم يكمل باللغة العربية حتى يكون ذلك مدعاة للفخر أنه سافر إلى بلاد المسلمين، وتعلم من المسلمين، ونطق بلغة المسلمين، فأصدرت الكنيسة تقول: إن هؤلاء الشبان الرقعاء الذين يبدءون كلامهم بلغات بلادهم، ثم يكملون كلامهم باللغة العربية لنعلم أنهم تعلموا في مدارس المسلمين، هؤلاء إن لم يكفوا عن ذلك، فستصدر الكنيسة ضدهم قرارات حرمان.
هذا أيضاً من الملامح التي تدل إلى أي مدى وصلت عزة المسلمين وقوتهم حينما استمسكوا بالإسلام.