نختم بقصة المرأة الدينارية، أي: من بني دينار، هذه المرأة لما كان النبي صلى الله عليه وسلم عائداً من غزوة أحد إلى المدينة خرج الناس من المدينة للاستفسار عن النبي صلى الله عليه وسلم وذويهم الذين كانوا مشتركين في المعركة، وهذه المرأة قد قتل أبوها وزوجها وأخوها وابنها، فلما نعوا لها ذلك لم تكترث كثيراً، بل كانت قلقة على حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا كلما يقولون لها: احتسبي عند الله أباك، تقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! يقولون: احتسبي عند الله أخاك احتسبي عند الله ابنك احتسبي عند الله زوجك كانت في كل مرة تقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قالوا: خيراً يا أم فلان! هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه، فلما رأته سالماً قالت مشيرة إلى مصيبتها بفقد أبيها وزوجها وأخيها وابنها: كل مصيبة بعدك جلل، تعني: أنها تهون كل مصيبة بعد سلامة النبي صلى الله عليه وسلم!