كلمة الولاء تطلق على معان كثيرة كما ذكر أهل العلم من أهل اللغة، جاء في لسان العرب: الموالاة كما قال ابن الأعرابي: أن يتشاجر اثنان فيدخل ثالث بينهما للصلح، فيكون له في أحدهما هوى فيجاريه أو يحابيه، ووالى فلان فلاناً إذا أحبه، والمولى اسم يطلق على معان كثيرة منها الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والمحب والتابع والجار وابن العم والحليف الذي معه حلف مع صاحبه والمتعاقد معه على النصرة والصهر والعدل والمعتق والمنعم عليهم.
هذه معاني الموالاة، وهي تدور في مختلف صورها على معنى القرب، يقال: ولي فلان فلاناً إذا قرب منه أو إذا تابعه، وأهم معانيها الحب والنصرة، والله سبحانه وتعالى قد بين في غير موضع أن الحب لابد أن يكون لله سبحانه وتعالى وفي الله عز وجل كما قال عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ}[المائدة:٥٤].
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وجوب الحب في الله:(ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار).
فأول شيء في الموالاة الحب في الله سبحانه وتعالى والبغض في الله، فلابد للمؤمن أن يحب المؤمنين، وأن يحب الله عز وجل حب العبادة، وأن يحب الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين حباً في الله سبحانه وتعالى، فهذا الحب تابع وأثر من آثار حب المؤمن لربه عز وجل.