للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قصة عثمان بن مظعون ومصعب بن عمير]

وكان عثمان بن مظعون رضي الله تعالى عنه جوار الوليد بن المغيرة فرأى إخوانه المؤمنين يعذبون، فرد عليه جواره، ثم جلس في مجلس كان فيه الشاعر لبيد وكان ينشد شعراً ويقول: ألا كل شيء ما خلا الله باطل قال: صدقت، فأكمل البيت وقال: وكل نعيم لا محالة زائل قال: كذبت، فغضب لبيد وقال: يا معشر قريش! ما كان يؤذى جليسكم، فقالوا: هذا سفيه في سفهاء معه قد فارقوا ديننا، فغضب عثمان بن مظعون رضي الله عنه وقام، واشتجروا، وأتى ذلك الرجل فضربه على عينه حتى خضرها -يعني: اخضرت من الضربة-، فقال له الوليد بن المغيرة حينئذ: أما والله -يا ابن أخي- لقد كنت في ذمة منيعة، يعني: ما حملك على أن تخرج من ذمتي؟ فقال: أما والله إني لفي جوار من هو أعز منك في جوار الله عز وجل، وأنشد شعراً قال فيه: فإن تك عيني في رضا الرب نالها يدا ملحد في الدين ليس بمهتدي فقد عوض الرحمن منها ثوابه ومن يرضه الرحمن يا قوم يسعدِ فإني وإن قلتم غوي مضلل سفيه على دين الرسول محمدِ أريد بذاك الله والحق ديننا على رغم من يبغي علينا ويعتدي ومن ذلك ما هو معروف من قصة مصعب بن عمير رضي الله عنه وانتقاله من النعيم والترف إلى الزهد نصرة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>