٩٥ - وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ:" كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا دخل الْخَلَاء قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الْخبث والخبائث " مُتَّفق عَلَيْهِ. وَقَالَ البُخَارِيّ: (وَقَالَ سعيد بن زيد: حَدثنَا عبد الْعَزِيز " إِذا أَرَادَ أَن يدْخل الْخَلَاء ". ولسعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه كَانَ يَقُول:" بِسم الله ".
ثم ذكر هذا الحديث عن أنس رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل لقضاء حاجته قال اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث والمقصود بقوله:«دخل» يعني أراد الدخول كما جاء في بعض الروايات وأيضا أن ذكر الله عز وجل لا يكون في داخل الخلاء فمعناه لا يقول ذلك إذا دخل وإنما إذا أراد أن يدخل ولهذا يأتي في بعض النصوص يعني ذكر شيء والمراد به البدء به مثل: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة) يعني إذا أردتم القيام للصلاة وقوله: (فإذا قرأت القرآن) يعني إذا أردت قراءة القرآن وقوله: «إذا دخل الخلاء» يعني أراد دخول الخلاء يعني خارج الخلاء يقوله قبل أن يدخل فكان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث» والخبث يعني بضم الباء يعني جمع خبيث والمقصود من ذلك ذكران شياطين الجن والخبائث يعني إناثهم فيكون استعاذ بالله من الجن ذكورا وإناثا وقيل أنه جاء بالخبث بالسكون والمقصود به الشر يعني
ومعنى ذلك أنه استعاذ بالله من الشر وأهله والحاصل أن هذا من آداب قضاء الحاجة يعني الإنسان يسمي ويقول اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ويكون ذلك قبل الدخول لأنه بعد الدخول لا يذكر الله عز وجل.