١٠٧ - وَعَن أبي بردة قَالَ: حَدَّثتنِي عَائِشَة " أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا خرج من الْغَائِط قَالَ: غفرانك " رَوَاهُ أَحْمد، وَأَبُو دَاوُد، وَابْن مَاجَه، وَابْن حبَان، وَالنَّسَائِيّ، (وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: (حَدِيث حسن غَرِيب). وَعِنْده:" إِذا خرج من الْخَلَاء "، وَالْحَاكِم وَصَححهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم:(هُوَ أصح حَدِيث فِي هَذَا الْبَاب)).
ثم ذكر هذا الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا خرج من الخلاء قال:«غفرانك» وقد سبق أن مر أنه إذا دخل قال: «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث» فعند الدخول دعاء وعند الخروج دعاء وإنما ذكر هذا الدعاء الذي هو غفرانك قيل لأنه في الفترة التي كان في محل قضاء الحاجة ممتنع من ذكر الله عز وجل فهو يطلب الغفران لكونه حصل منه عدم الذكر في هذا المكان في هذه الفترة أو هذه المدة التي كان فيها في محل قضاء الحاجة وقيل أيضا في تعليل ذلك أن استذكار نعمة الله عز وجل وأن الله منَّ عليه بالطعام الذي أكله واستفاد منه وحصل لجسمه منه طيب والخبيث خرج فهو يشكر الله عز وجل على هذه النعم وأنه لا يستطيع أن يشكره حق شكرها فهو محتمل لأن يكون لكونه ما ذكر الله عز وجل وأنه ممتنع من ذكر الله عز وجل في قضاء الحاجة ومن جهة أن هذه النعمة العظيمة التي يشكر الله عز وجل عليها أنه لا يؤدى حقه ويشكره حق شكره لأن هذه نعمة عظيمة أنعم الله بها على الإنسان فاستفاد من
طيب هذا الطعام وخبيثه خرج منه فهو يسأله المغفرة لتقصيره في شكر نعم الله عز وجل.