أورد فيه حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه سئل عن الخمر تتخذ خلا؟ قال:«لا» قال إنها لا تتخذ خلا والخمر هي ما خامر العقل وغطاه وقيل لها خمر لأنها تغطي العقل وتجعل الإنسان عندما يكون عنده عقل ويشربها فإنه يتحول من كونه عاقلا إلى كونه شبيها بالمجانين ومن أسوأ ما سمعت به فيما يتعلق ببيان قذارة الخمر وأن صاحبها أشبه ما يكون بالمجانين ما سمعته من شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمة الله عليه أنه قال: أن رجلا حصل له السكر فكان يبول في
يديه ويغسل وجهه يعني ببوله ويقول سبحان الذي أنزل من السماء ماء طهورا، وهذا يدل على قبح مثل هذا العمل وأن من أعطاه الله عقلا فإن عليه أن يحافظ على هذا العقل ولا يسعى لأن يكون من جملة المجانين وقد أعطاه الله العقل فيسعى لأن يكون مجنونا وجمهور العلماء على أن الخمر نجسة وذكره في هذا الباب على اعتبار أنها من الأشياء النجسة وذكر حديث أنس رضي الله عنه أنه سأل قال تتخذ خلا؟ يعني معناه أنها تخلل بمعنى أن الخمر المسكرة يوضع فيها من الأشياء التي هي طيبة حتى تتحول من كونها مسكره أو غير مسكره فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال:«لا» أنها لا تتخذ خلا ولا يعمل على تخليلها لكنها إذا تخللت بنفسها وتغيرت بنفسها فإن استعمالها صحيح لأنه زال عنها الإسكار وعلى هذا فإن الخمر نجسة وهي مما جاء كتاب الله عز وجل وسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في التحذير منها وفي تركها والابتعاد عنها.