ثم ذكر هذا الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:«لا تنجسوا موتاكم» يعني لا تصفونهم بالنجاسة هذا معنى قوله: «لا تنجسوهم» يعني لا تصفونهم بالنجاسة أو تقولون أنهم أنجاس الذين هم الموتى فالمسلم طاهر حيا وميتا فلا يوصف بأنه نجس وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فانخنس فسأله الرسول -صلى الله عليه وسلم-، قال: إني كنت على جنابة فكرهت أن أجالسك وأنا على جنابة فقال -صلى الله عليه وسلم-: «إن المؤمن لا ينجس» فهو طاهر حيا وميتا وتغسيله عندما يموت ليس للنجاسة وإنما لتطهيره وتنظيفه وكونه يكون على حالة حسنة هذا هو المقصود من تغسيله إذا مات وليس التغسيل من أجل أنه نجس وإنما هو طاهر فالمسلم طاهر حيا وميتا وأما الكافر فإن جسده إذا لم يكن عليه نجاسة فإنه يكون طاهرا، وصْف الله عز وجل للكفار أنهم نجَس يعني المقصود أن الإنسان إذا مسه فيكون مس نجاسة وأن عليه أن يغسل يعني هذا الذي حصل من مماسته لجسده فهو طاهر والنجاسة إنما هي النجاسة المعنوية وهي نجاسة كفر وأما الجسد إنه طاهر فالإنسان إذا وضع يده عليه لا يقال إنه وضع يده على نجاسة وأنه عليه أن يغسل هذه النجاسة إلا إذا عرف بأن عليه نجاسة وأن الإنسان لمس هذه النجاسة فإنه يغسل هذه النجاسة الطارئة إذًا قوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا
تنجسوا موتاكم» يعني لا تصفونهم بالنجاسة فالمسلم لا ينجس حيا ولا ميتا يعني هو طاهر في حياته وطاهر في حال وفاته.