ثم ذكر هذا الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي فيه أنه حلق شعره وأعطاه أبا طلحة رضي الله عنه ليوزع نصفه على الناس ونصفه أعطاه إياه والمصنف أورد هذا الحديث من أجل بيان أن الشعر طاهر وأن هذا هو المقصود من إيراده في هذا الباب والصحابة رضي الله عنهم لما أعطاه ليوزع بين الناس لأنهم كانوا يتبركون بشعره ويتبركون بفضل وضوئه ويتبركون بعرقه ويتبركون بما مسَّه جسده -صلى الله عليه وسلم- وحتى الثياب التي يلبسها يحرصون على تحصيلها أو على استعمالها كما جاء في قصة الرجل الذي أهدي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بردة فلبسها محتاجا إليها فرآها رجل عليه وقال: يا رسول الله اكسنيها فالرسول -صلى الله عليه وسلم- دخل منزله وخلعها وأعطاها إياه فلامه الناس على ذلك وقالوا كيف تسأله وقد لبسها محتاجا إليه فقال: إني ما سألته لألبسها وإنما سألته لتكون كفني يعني يريد أن يتبرك بهذه البردة التي مست جسد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعلى هذا فإن هذا الحديث أورد لبيان طهارة الشعر وأن ما انفصل من الإنسان يعني من شعر فإنه يكون طاهرا سواء كان متصلا أو منفصلا.