١٥٨ - وَعَن عمرَان بن حُصَيْن قَالَ:" كنت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي مسير لَهُ فأدلجنا ليلتنا حَتَّى إِذا كَانَ وَجه الصُّبْح عرّسنا فغلبتنا أَعيننَا حَتَّى بزغت الشَّمْس قَالَ: فَكَانَ أول من اسْتَيْقَظَ منا أَبُو بكر، وَكُنَّا لَا نوقظ نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مَنَامه إِذا نَام حَتَّى يَسْتَيْقِظ، ثمَّ اسْتَيْقَظَ عمر فَقَامَ عِنْد نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَجعل يكبر وَيرْفَع صَوته [بِالتَّكْبِيرِ] حَتَّى اسْتَيْقَظَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا رفع رَأسه وَرَأَى الشَّمْس قد بزغت قَالَ: ارتحلوا، فَسَار بِنَا حَتَّى إِذا ابْيَضَّتْ الشَّمْس نزل فَصَلى بِنَا الْغَدَاة " مُتَّفق عَلَيْهِ، وَاللَّفْظ لمُسلم.
ثم ذكر هذا الحديث عن عمران بن حصين رضي الله عنه أنهم كانوا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في مسير يعني في سفر وأنهم أدلجوا يعني في الليل يعني حتى جاء وجه الصبح يعني قرب الصبح أدركهم النوم فنزلوا وعرَّسوا والتعريس هو النزول والنوم في آخر الليل فنزلوا وناموا حتى طلعت الشمس وهم في نومهم فكان أول من استيقظ أبو بكر رضي الله عنه وكانوا لا يوقظون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كان نائما لا يوقظونه فكان يعني استيقظ أبو بكر ثم عمر رضي الله عنهما وجعل عمر رضي الله عنه يكبر ويذكر الله عز وجل ويرفع صوته لأنهم ليس من عادتهم أنهم يوقظون الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا نام ويطلبون منه أن يقوم وإنما كما جاء في هذا الحديث أن عمر رضي الله عنه جعل يكبر ويرفع صوته حتى سمعه الرسول -صلى الله عليه وسلم- واستيقظ ثم إنهم ارتحلوا إلى مكان آخر وأدوا الصلاة بأذان وإقامة التي هي صلاة الفجر التي ناموا عنها أداها وإنما لم يكونوا يوقظون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كان نائما أولا تأدبا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- والأمر الثاني أنه قد يكون يوحى إليه في نومه ورؤيا الأنبياء وحي فقد يكون يوحى إليه فتقطع هذه الرؤيا لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما يرى في منامه شيء فإنها تعتبر وحي لأن هذا من أنواع الوحي أن يؤتى له في منامه ويرى رؤيا فأن رؤياه -صلى الله عليه وسلم- هي وحي من الله عز وجل فكانوا لا يوقظونه أولا تأدبا معه والأمر الثاني أنه قد يكون يوحى إليه في منامه عن طريق الرؤيا ورؤيا الأنبياء وحي فكانوا لا يفعلون ذلك بأن يباشروه ولكن عمر رضي الله عنه صار يكبر حتى يتنبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالتكبير حتى إذا سمع التكبير فإنه يقوم.