١٨٩ - وَعَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عمر قَالَ:" جمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَين الْمغرب وَالْعشَاء بِجمع: صَلَّى الْمغرب ثَلَاثًا، وَالْعشَاء رَكْعَتَيْنِ بِإِقَامَة وَاحِدَة " رَوَاهُ مُسلم. وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُد:" بِإِقَامَة وَاحِدَة لكل صَلَاة وَلم يناد فِي الأولَى وَلم يسبح عَلَى إِثْر وَاحِدَة مِنْهُمَا "، وَفِي رِوَايَة:" وَلم يناد فِي وَاحِدَة مِنْهُمَا ".
ثم ذكر هذا الحديث عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جمع بين المغرب والعشاء بجمع وهي مزدلفة لأن مزدلفة من أسمائها جمع يعني صلى المغرب والعشاء بإقامة واحدة يعني لكل منهما لأن حديث جابر رضي الله عنه فيه أذان واحد وإقامتين وهنا ذكر إقامة واحدة وهو ما حصل منه إلا مرة واحدة فيكون بعضها راجح وبعضها مرجوح فيكون هذا حتى يتفق مع ما جاء في حديث جابر رضي الله عنه ويتفق مع ما حصل في صلاة الظهر والعصر في عرفة أنه يأتي بها بإقامتين وليس بإقامة واحدة فيكون معنى قوله بإقامة واحدة يعني لكل منهما كما جاء في الروايات الأخرى التي عند غير مسلم، ولم يسبح يعني لم يتنفل بعد الأولى بعد المغرب ولم يتنفل بعد العشاء ولكن فيما يتعلق ببعد العشاء معروف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما كان يترك الوتر لا في حضر ولا في سفر ومعنى ذلك أنه لم يأتي بالنوافل التي تكون بعد صلاة العشاء ولكن الوتر الذي جاء في الأحاديث أنه كان يحافظ عليه وما كان يتركه لا في حضر ولا في سفر يدل على أنه يأتي بالوتر ولا يقال إنه في هذه الليلة لا يكون فيها وتر وإنما الوتر في جميع الليالي تختم صلاة الليل بالوتر، والوتر وركعتي الفجر هما آكد السنن فهو لم يسبح بينهما ولم يسبح بعدهما يعني يتنفل ولكن الوتر جاء فيها أحاديث أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يداوم عليه.