للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٩٣ - وَعَن جَابر بن عبد الله أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: " من قَالَ حِين يسمع النداء: اللَّهُمَّ رب هَذِه الدعْوَة التَّامَّة وَالصَّلَاة الْقَائِمَة آتٍ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَة والفضيلة وابعثه مقَاما مَحْمُودًا الَّذِي وعدته، حلت لَهُ شَفَاعَتِي يَوْم الْقِيَامَة " رَوَاهُ البُخَارِيّ. وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ، وَابْن حبَان، وَالْبَيْهَقِيّ: " الْمقَام الْمَحْمُود " بِلَفْظ التَّعْرِيف.

ثم ذكر هذا الحديث الذي فيه الذكر بعد الأذان وأن الإنسان إذا تابع المؤذن وقال مثل ما قال وفرغ من الأذان فإنه يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويدعوا بهذا الدعاء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته هذا هو الذكر الذي ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ففيه صلاة وفيه دعاء له بالوسيلة والفضيلة والوسيلة جاء بيانها في حديث سيأتي وهو أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «من سأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي يوم القيامة» فهذا يدل على أن الوسيلة فسرها في هذا الحديث الذي سيأتي وأما الفضيلة فهي دعاء له بتحصيل الفضل العظيم ومن المعلوم -صلى الله عليه وسلم- أن أمته كلها من أولها إلى آخرها له مثل أجور أعمالهم لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- دلهم على الحق والهدى فله مثل أجورهم فإذًا له أجور أعماله -صلى الله عليه وسلم- وله مثل أجور أمته وهذا فضل عظيم وشرف كبير لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أن أمته من أولها إلى آخرها من حين بعثته إلى قيام الساعة كل من عمل عملا صالحا فإن الله يكتب لنبيه -صلى الله عليه وسلم- مثل عمل هذا العامل لأنه -صلى الله عليه وسلم- هو الذي دل الناس على الخير وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «من دل على هدى فله مثل أجر فاعله» فهذا من فضله وشرفه وتميزه على غيره وأن له هذا الأجر العظيم وهذه الفضيلة العظيمة.

<<  <   >  >>