ثم ذكر هذا الحديث الذي فيه عن أنس رضي الله عنه أنهم لما دخلوا خيبر في غزوة خيبر وذلك سنة سبع أنه -صلى الله عليه وسلم- كان راكبا وكان أبو طلحة رضي الله عنه على فرس راكب ووراءه أنس بن مالك الذي أبو طلحة زوج أمه رضي الله عنهما فكان راكبا وكان هذان الفرسان فرس عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفرس عليه أبو طلحة وخلفه أنس رضي الله عنهما فكان الزقاق ضيقا وكانت الفرس بجنب الفرس حتى أنه انحسر الإزار عن فخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى كان فخذه يتصل بفخذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأن الزقاق كان ضيقا وقربت الفرس من الفرس وحصل انحسار بسبب الهواء والريح يعني لم يكن الحسر بفعله -صلى الله عليه وسلم- وأنه أظهر فخذه وإنما حصل هذا بشدة الجري وشدة الريح التي كانت مقابلة لهم حتى انحسر فهذا يدل على أن العورة إذا حصل انكشافها لعارض فإن ذلك لا يؤثر وإنما المحذور أن يكون الإنسان يتعمد أنه يكشف عورته أما كونه يحصل له بسبب الريح أو الهواء أنه ينكشف شيئا من عورته فإن ذلك هو فيه معذور.