٢٠٩ - وَعَن أنس بن مَالك " أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يُصَلِّي نَحْو بَيت الْمُقَدّس فَنزلت {قد نرَى تقلب وَجهك فِي السَّمَاء فلنولينك قبْلَة ترضاها فول وَجهك شطر الْمَسْجِد الْحَرَام} فَمر رجل من بني مسلمة وهم رُكُوع فِي صَلَاة الْفجْر وَقد صلوا رَكْعَة فَنَادَى: أَلا إِن الْقبْلَة قد حولت فمالوا كَمَا هم نَحْو الْقبْلَة " رَوَاهُ مُسلم.
ثم ذكر هذا الحديث في صحيح مسلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لما نزل عليه تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة وأن رجل ذهب إلى مسجد الناس يصلون فيه إلى جهة بيت المقدس فأخبر أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنزل عليه قرآن وأنه صلى إلى الكعبة فاستداروا وهم في صلاتهم بأن كانوا متجهين إلى الشمال فاتجهوا إلى الجنوب وصلوا الركعة الباقية لهم وذلك لأنه بلغهم الخبر وهم في أثناء الصلاة فإذًا صار قسم منها على جهة بيت المقدس وقسم منها على جهة الكعبة وقد جاء في صحيح مسلم قبل هذا الحديث الحديث الذي فيه أن جماعة كانوا يصلون في مسجد قباء وأنهم أتاهم آت وهم يصلون الصبح وقال إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنزل عليه قرآن فانحرفوا من جهة بيت المقدس إلى جهة القبلة وأورد مسلم هذا الحديث الذي ليس فيه ذكر المسجد وتعيينه وإنما فيه ذكر الرجل الذي أخبر بهذا الخبر أورده بعده فيمكن أن تكون القصة واحدة وأن هذا فيه تعيين المسجد وأنه مسجد قباء وهذا فيه تعيين الرجل الذي تكلم والذي أخبرهم بهذا الخبر وأنه من بني سلمة.