ثم ذكر هذا الحديث الذي فيه قوله -صلى الله عليه وسلم-: «ما بين المشرق والمغرب قبلة» يعني أن الانحراف اليسير لا يؤثر وذلك أن القبلة إذا كان الإنسان حولها في المسجد الحرام يصلي إليها ويتجه إلى عين القبلة عين الكعبة أما إذا كان الإنسان بعيدا فإنه يصلي إلى جهتها ومن الصعب التحقق بأنه إلى عينها لأن الإنسان إذا كان من مكان بعيد لا يرى الكعبة فإن إصابة العين غير محققة ولكنها ليست بلازم ولهذا يكفي أن يكون بين المشرق والمغرب وهذا الكلام بالنسبة لقبلة المدينة وكذلك الذين من جهة اليمن فإن ما بين المشرق والمغرب قبلة يعني أنهم يتجهون إلى الجهة ولو حصل انحراف يسير لا يؤثر لأن إصابة العين غير متحققة ومثل ذلك إذا كانوا من جهة الغرب ومن جهة الشرق فإنه ما بين الشمال والجنوب قبلة مثل ما بين المشرق والمغرب قبلة يعني لو كان من جهة الغرب ومن جهة الشرق فيقال ما بين الجنوب والشمال قبلة فهذا يدلنا على أن الإنسان إذا كان في المسجد الحرام عليه أن يصيب الكعبة عينها وإذا كان ليس في المسجد الحرام وإنما هو في مكة أو في أي مكان من الأرض فإنه يتجه إلى جهة القبلة فإن كان في شمال مكة أو جنوب مكة فإنه ما بين المشرق والمغرب وإن كان غرب مكة وشرق مكة فإنه ما بين الشمال إلى الجنوب يقال له قبلة.