٢١٤ - وَعَن مطرف بن عبد الله بن الشخير عَن أَبِيه قَالَ:" رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي وَفِي صَدره أزيز كأزيز الْمرجل من الْبكاء " رَوَاهُ أَحْمد، وَأَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ فِي " الشَّمَائِل "، وَابْن حبَان، وَالنَّسَائِيّ وَعِنْده:" وَقَالَ يَعْنِي: يبكي " وَقد وهم فِي هَذَا الحَدِيث من قَالَ: أخرجه مُسلم.
ثم ذكر هذا الحديث الذي فيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في صلاته لصدره أزيز كأزيز المرجل والمرجل هو القدر الذي فيه ماء فإذا غلا يطلع صوت لغليان الماء في القدر فشبه ما يحصل من الحشرجة وما يحصل من بكاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن النشيج الذي يحصل منه -صلى الله عليه وسلم- وهذا يدل على أن مثل ذلك أنه سائغ وهذا فيما إذا كان حصل من غير تكلف فإذا حصل ذلك منه فإنه معذور في ذلك وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحصل منه هذا الشيء فلما ذكر ما يتعلق بالكلام والنهي عن الكلام وما يقوم مقام الكلام عند الحاجة إليه ذكر شيئا فيه صوت ولكنه صوت حصل من غير اختيار مما يحصل في صدره وكذلك النشيج الذي يكون من أنفه عندما يحصل البكاء جاء في هذا
الحديث ما يدل على أن مثل ذلك حيث يكون الإنسان من غير تكلف فإنه معذور في ذلك وأنه لا يؤثر ذلك على صلاته.