للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢١٣ - وَعَن أبي هُرَيْرَة قَالَ، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: " التَّسْبِيح للرِّجَال والتصفيق للنِّسَاء فِي الصَّلَاة " قَالَ ابْن شهَاب: (وَقد رَأَيْت رجَالًا من أهل الْعلم يسبحون ويشيرون) مُتَّفق عَلَيْهِ. وَلم يقل البُخَارِيّ: " فِي الصَّلَاة " وَلَا ذكر قَول ابْن شهَاب.

ولما ذكر الحديث الأول الذي فيه النهي عن الكلام وأنهم لا يتكلمون أتى بشيء يقوم مقام الكلام يعني الحديث الذي بعده يقوم مقام الكلام عند الحاجة وهو أن الإنسان لا يكلم صاحبه ولا يكلم الإمام ولكنه يسبح إذا كان رجلا وتصفق المرأة هذا يقوم مقام الكلام فإذا ناب الإمام شيء وأرادوا أن يفتحوا عليه يقول الرجل سبحان الله والمرأة تصفق وجاء التسبيح للرجال والتصفيق للنساء لأن النساء يصفقن بأيديهن سواء باطنها بباطنها أو هذه على ظهر هذه وهذه على بطن هذه هذا هو التصفيق للنساء وذلك أن أصواتهن قد يحصل بهن فتنة ولهذا فرق بين الرجال والنساء وهذه من

المسائل التي يكون فيها التفريق بين النساء والرجال في الأحكام لأن الرجال والنساء جاء أحاديث كثيرة تدل على التفريق بين الرجال والنساء وقد ذكرت في الفوائد المنتقاة من فتح الباري وكتب أخرى في الفائدة رقم أربع مائة وثلاث وثمانين عشرين مسألة فيها التفريق بين الرجال والنساء في الأحكام وهذه المسألة التي معنا هي من هذه المسائل التي يفرق فيها بين الرجال والنساء في الأحكام فالرجال يسبحون والنساء يصفقن ولا يتكلمن ما يفتحن بالكلام وإنما يفتحن بالتصفيق وذلك لئلا يظهر صوتهن ويحصل الافتتان بأصواتهن فلهذا بعدما حصل النهي جاء ما يدل على ما يقوم مقام ذلك الذي نهي عنه وهو الكلام وهو التسبيح في حق الرجال والتصفيق في حق النساء وهذا في الصلاة وغير الصلاة الرجال من شأنهم التسبيح والنساء من شأنهن التصفيق وليس من شأن الرجال أنهم يصفقوا كما هو موجود في هذا الزمان عندما يأتي شيء طيب كذا يصفقون فإن هذا خلاف ما جاءت به السنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والسنة التي جاءت في أنهم إذا سمعوا شيء يعجبهم يكبرون فكان الصحابة رضي الله عنهم إذا سمعوا شيئا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعجبهم قالوا الله أكبر يعني معناه سرور وابتهاج على هذه النعمة التي أعطاهم الله تعالى إياها فكان شكر الله عز وجل على هذا أن يكبروا لا أن يصفقوا وهذا التصفيق إنما جاء بالاقتداء بما يأتي من الغرب وما يأتي من أعداء الإسلام صار هذا التصفيق يكون لذلك والسنة التي جاءت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعن الصحابة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنهم كانوا يكبرون عندما يأتي شيء يسرهم.

<<  <   >  >>