للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢١٨ - وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: " كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة بِاللَّيْلِ كبر، ثمَّ يَقُول: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك وتبارك اسْمك وَتَعَالَى جدك وَلَا إِلَه غَيْرك، ثمَّ يَقُول: الله أكبر كَبِيرا، ثمَّ يَقُول: أعوذ بِاللَّه السَّمِيع الْعَلِيم من الشَّيْطَان الرَّجِيم من همزه ونفخه ونفثه " رَوَاهُ أَحْمد، وَأَبُو دَاوُد، وَابْن ماجة، وَالنَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ - وَهَذَا لَفظه - من رِوَايَة جَعْفَر بن سُلَيْمَان، (وَقد احْتج بِهِ مُسلم عَن عَلّي بن عَلّي الرِّفَاعِي، وَقد وَثَّقَهُ ابْن معِين، وَأَبُو زرْعَة، عَن أبي المتَوَكل، عَن أبي سعيد. وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: (وَقد تكلم فِي إِسْنَاده، كَانَ يَحْيَى بن سعيد يتَكَلَّم فِي عَلّي بن عَلّي. وَقَالَ أَحْمد: لَا يَصح هَذَا الحَدِيث) وَقَالَ أَبُو دَاوُد: (هَذَا الحَدِيث يَقُولُونَ هُوَ عَن عَلّي بن عَلّي عَن الْحسن - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - الْوَهم من جَعْفَر))

ثم ذكر هذا الحديث عن أبي سعيد رضي الله عنه الذي فيه أنه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل في الصلاة قال: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك» وهذا أحد أدعية الاستفتاح الثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد جاء أيضا الحديث الذي سيأتي «اللهم باعد بيني وبين خطاياي» حديث أبي هريرة رضي الله عنه فكل ما ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمكن الإنسان أن يأتي به لكن لا يجمع بينها بأن يأتي بهذا الدعاء وهذا الدعاء كلها في صلاة واحدة بل يأتي باستفتاح واحد للصلاة يعني لا يأتي بها مجتمعة وإنما يأتي بها متفرقة، وبعض العلماء يختار هذا الدعاء وذلك لأنه ثناء على الله عز وجل ومن المعلوم أن كون الإنسان يثني على الله عز وجل في الأول ويمجده وبحمده أن هذا هو الذي ينبغي ولهذا جاء في الحديث رجل دعا ولم يحمد الله ولم يصل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال -صلى الله عليه وسلم-: «عجل هذا» فهذا الاستفتاح اختاره بعض العلماء وقالوا أنه هو الأولى لأن فيه ثناء على الله عز وجل سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك والمقصود بالجد العظمة كما قال الله عز وجل عن الجن: (وأنه تعالى جد ربنا) يعني تعالت عظمته وجلاله هذا هو المقصود بالجد، والجد يطلق ثلاثة إطلاقات على الجلال والعظمة كما في هذا الحديث أو كما في آية سورة الجن، ويطلق على الجد الذي هو أب الأب وأب الأم، ويطلق على الحظ والنصيب كما جاء في الحديث من أدعية بعد الركوع: «ولا ينفع ذَا الجد منك الجد» لا ينفع صاحب الحظ حظه عندك وإنما ينفعه العمل الصالح فهذه هي معاني ثلاثة لكلمة الجد الجلال والعظمة والجد الذي هو أب الأب وأب الأم والجد الذي هو الحظ والنصيب هذا الذي يقول الشاعر: الجد بالجد والحرمان بالكسل فانصب تصب عن قريب غاية الأمل الجد بالجد يعني أن الحظ والنصيب يحصل بالجد والاجتهاد والحرمان بالكسل إذا كان ضد الحظ والنصيب الحرمان يعني سببه الكسل فالكسل يورث الحرمان والجِد يورث الجَد الذي هو الحظ والنصيب، ثم بعد ذلك بعدما يأتي بدعاء الاستفتاح يأتي بالاستعاذة فيقول: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه» من همزه قيل المقصود به نوع من الجنون فقال همز الشيطان، ونفخه الذي هو الكِبِر، ونفثه الذي هو الشعر المذموم وأما الشعر الذي هو حكم فهذا لا محذور فيه وهذا من الأمور الطيبة قد جاء إن من الشعر لحكمة لكن المذموم هو الشعر الذي يفرح به الغاوون كما قال الله عز وجل: (والشعراء يتبعهم الغاوون) ثم قال: (إلا الذين ءامنوا) فالشعر المذموم هو الذي يراد به نفث الشيطان.

<<  <   >  >>