ثم ذكر هذا الحديث عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي ذكر فيه صفة صلاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والأذكار التي يأتي بها في صلاته وأنه عندما يأتي في الدخول للصلاة يأتي بدعاء الاستفتاح فيقول:«وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين» هذا من أنواع الاستفتاح التي تستفتح بها الصلاة، ذكر كل هذه الأدعية قبل أن يأتي بالقراءة ذكر الذكر الذي يكون ثم يأتي بعده بقراءة الفاتحة وما تيسر بعدها من القرآن، قوله:«والشر ليس إليك» المقصود أن الله لا يخلق شرا محضا لا يترتب عليه فائدة ومصلحة من جميع الوجوه فهذا هو المعنى وإلا فإن الله خالق كل شيء خالق الخير وخالق الشر ولهذا في سورة الفلق: (من شر ما خلق) الله تعالى خلق الشر وخلق الخير كل شيء خلق الله، الله تعالى هو الخالق وكل ما سواه مخلوق فقوله:«والشر ليس إليك» ليس معنى ذلك أنه ليس مخلوقا له وإنما المقصود أن الله تعالى لا يخلق شيئا يكون شرا محضا لا يترتب عليه مصلحة وليس من ورائه فائدة هذا هو المقصود من قوله: «والشر ليس إليك» لا يعني ذلك أن الشر ليس مخلوقا له فالله عز وجل خالق كل شيء الخير والشر كل ذلك خلق الله عز وجل، وإذا ركع قال:«اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي» وهذا يقوله في الركوع، يعني هذا الحديث كله فيه ذكر أدعية في الاستفتاح وأدعية في الركوع وأدعية بعد الركوع وأدعية في السجود وأدعية في الآخر قبل السلام أكثر ما فيه أدعية يؤتى بها في مواضعها.