ثم ذكر هذا الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعن أبي بكرٍ وعمر رضي الله عنهما أنهم كانوا يفتتحون القراءة بـ (الحمد لله رب العالمين) يعني لا يأتون ببسم الله الرحمن الرحيم يجهرون بها ولكنهم يأتون بها سرا فبسم الله الرحمن الرحيم لا يؤتى بها جهرا وإنما يؤتى بها سرا وهذا هو الذي فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما ومعنى ذلك أن هذا من السنن الثابتة التي استقرت بعده وعمل بها خلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم وأنهم يأتون ببسم الله الرحمن الرحيم سرا ولكنهم لا يجهرون بها ولهذا قال يستفتحون القراءة بـ (الحمد لله رب العالمين) ما قال يفتتحونها ببسم الله الرحمن الرحيم وإنما يفتتحونها بـ (الحمد لله رب العالمين) وقد جاء أيضا في حديث آخر حديث قدسي قال الله عز وجل: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال الحمد لله رب العالمين قال حمدني عبدي» ما قال إذا قال بسم الله الرحمن الرحيم فهي تقال سرا ولا يجهر بها.