ثم ذكر هذا الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه خطبهم وعلمهم صلاتهم وسنتهم وجاء فيه:«وإذا قرأ فأنصتوا» لأن الأول فيه أنه يقرأ الفاتحة وهنا قال وإذا قرأ فأنصتوا يعني معناه أنه ما فيه قراءة لكن يجمع بينهما بأن يحمل الحديث المتقدم على خصوص قراءة سورة الفاتحة وهنا قوله: «وإذا قرأ فأنصتوا» يعني في غير الفاتحة وأما الفاتحة فإنه يأتي بها المأموم كما جاء ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث السابق حيث قال:«لا تقرؤوا إلا بفاتحة الكتاب» وقوله: «وإذا قرأ فأنصتوا) هذا يدل على أن ما عدا الفاتحة فإن على المأموم خلف إمامه أن ينصت وقد جاء هذا الحديث في صحيح مسلم وقيل لمسلم لماذا لم تضعه في كتابك قال ليس كل صحيح عندي وضعته هاهنا يعني معنى ذلك أن مسلم ما أراد الاستيعاب وكذلك البخاري فهما ما أرادا استيعاب الأحاديث الصحيحة وإنما أرادا ذكر جملة كبيرة منها وهذا يوضحه هذا الكلام الذي قاله مسلم في صحيحه حيث قيل له لماذا لم تضعه في صحيحك قال ليس كل صحيح وضعته هاهنا.