ثم ذكر هذا الحديث الذي فيه أعضاء السجود وأنها سبعة وهما الجبهة والأنف واليدين والركبتين وأطراف القدمين هذه هي الأعضاء السبعة التي يكون عليها السجود والتي بينها الرسول بقوله أمرت أن أسجد على سبعة أعظم وذكرها فهذه هي الهيئة التي يكون عليها السجود وهيئة السجود هي التي يكون بها استغلال الأرض أكثر، الإنسان عندما كان يصلي يستغل الأرض في حال سجوده أكثر من جميع الأحوال الأخرى لأنه في حال قيامه وفي حال ركوعه ما على الأرض إلا رجليه والباقي ليس على الأرض وفي حال جلوسه أشرف شيء فيه هو وجهه وكذلك يداه لا يصلان الأرض وإنما في حال سجوده كل هذه الأعضاء يصلها الأرض ولهذا قيل لأماكن العبادة مساجد أخذت من حالة السجود لأنها هي التي استغلوا فيها الأرض أكثر من غيرها ما قيل لها مراكع ولا قيل لها مواقف ولا قيل لها مجالس لأن أحوال المصلي أربعة لا خامس لها فهو إما قائم وإما راكع وإما ساجد وإما جالس في التشهدين وبين السجدتين فلهذا أطلق على أماكن العبادة مساجد لأنها هي كما هو معلوم تستغل الأرض أكثر في حال السجود منها في حال الأحوال الأخرى، ولا تكفت الثياب والشعر يعني الإنسان لا يرفع ويشمر ثيابه ويحزمها وإنما يتركها كما هي دون أن يشمرها وكذلك شعر الرأس إذا كان ينسدل على الجبهة شيئا من الرأس فإنه لا يزيله ويكفته إلى أن يكون من الخلف بل يخليه يسجد معه هذا الذي يكون يظهر من مقدم الرأس على جبهته أو على أطراف جبهته فإنه لا يكفته ويجعل العمامة تغطيه وإنما يتركه.