ثم ذكر هذين الحديثين عن وائل بن حجر وعن أبي هريرة رضي الله عنهما وهما يتعلقان بالنزول من القيام إلى السجود بعد الركوع وحديث وائل رضي الله عنه أنه يقدم ركبتيه ثم يديه وحديث أبي هريرة رضي الله عنه عكس ذلك أنه يقدم يديه قبل ركبتيه وكل من الحديثين ثابت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى في الجزء الثاني والعشرين في صفحة أربع مائة وتسع وأربعين قال: إن العلماء اتفقوا على أن فعل أي واحد منهما صحيح وأنه مجزئ وإنما اختلفوا في أيهما أفضل فمن العلماء من فضل تقديم اليدين على الركبتين ومنهم من فضل تقديم الركبتين على اليدين وقال أن الاتفاق حاصل على من فعل أي واحد منهما فعمله صحيح، وهذا فيه أخذ بالأدلة لأن من العلماء من أخذ بحديث وائل رضي الله عنه ومنهم من أخذ بحديث أبي هريرة رضي الله عنه لكن الذي ينبغي أن يعلم أن الهيئة التي تحصل من البعير وهي كونه ينزل بقوة حتى يكون لنزوله على الأرض صوت بسبب نزول جسمه على ركبتيه هذا هو الذي واضح النهي عنه أنه لا يفعل كما يفعل البعير بهذه القوة ولكن كونه يقدم يديه وينزل بسهولة حتى يضعهما دون أن يكون لهما صوت وكذلك إذا نزل ركبتيه قبل يديه أنه لا يكون لهما صوت هذا هو الذي يكون فيه البعد من مشابهة البعير وأما تقديم الركبتين على اليدين واليدين على الركبتين فقد قال كل من القائلين بهذا وهذا أن هذا فيه عدم مشابهة البعير.