للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٦٩ - وَعَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ قَالَ: " أَتَانَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَنحن فِي مجْلِس سعد بن عبَادَة فَقَالَ لَهُ بشير بن سعد: أمرنَا الله تَعَالَى أَن نصلي عَلَيْك يَا رَسُول الله فَكيف نصلي عَلَيْك؟ قَالَ: فَسكت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى تمنينا أَنه لم يسْأَله، ثمَّ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: قُولُوا اللَّهُمَّ صل عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد كَمَا صليت عَلَى آل إِبْرَاهِيم وَبَارك عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد كَمَا باركت عَلَى آل إِبْرَاهِيم فِي الْعَالمين إِنَّك حميد مجيد، وَالسَّلَام كَمَا قد علمْتُم " رَوَاهُ أَحْمد، وَمُسلم، وَرَوَاهُ أَحْمد وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْحَاكِم بِنَحْوِهِ، وَعِنْدهم: " فَكيف نصلي عَلَيْك إِذا نَحن صلينَا عَلَيْك فِي صَلَاتنَا " وَهَذِه الزِّيَادَة تفرد بهَا (ابْن إِسْحَاق، وَهُوَ صَدُوق، وَقد صرح بِالتَّحْدِيثِ فَزَالَ مَا يخَاف من تدليسه، وَقد صححها ابْن خُزَيْمَة، وَابْن حبَان، وَالْحَاكِم، وَالْبَيْهَقِيّ وَغَيرهم).

ثم ذكر هذا الحديث الذي هو في الصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في التشهد ويكون ذلك في التشهد الأخير وذلك أن الإنسان عندما يأتي بتشهد يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويأتي بالصلاة الإبراهيمية التي جاءت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد جاءت على صيغ متعددة ولكن أكملها الصيغة التي فيها الجمع بين الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وآله وإبراهيم -صلى الله عليه وسلم- وآله فيقال اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد فيأتي بالصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- والصلاة والسلام على إبراهيم عليه -صلى الله عليه وسلم- لأن بعضها فيه اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وفي بعضها كما صليت على إبراهيم لكن أكملها الصيغة التي فيها الجمع بين الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وآله والصلاة على إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- وآله وقد جاءت هذه الصيغة في صحيح البخاري، وقوله: إن الله أمرنا أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك، والمقصود بذلك أمرهم في قوله: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) والسلام قد عرفوا أنه السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته فسألوا عن الصلاة فقال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وعلى هذا فإنه يؤتى بتشهد ويؤتى بالصلاة الإبراهيمية ويؤتى بها على الهيئة الكاملة ولهذا جاء في بعض الروايات كيف نصلي عليك إذا صلينا عليك في صلاتنا يعني إذا صلينا عليك في صلاتنا ماذا نقول وذلك جاء أنهم قد علموا السلام فقال السلام كما علمتم يعني السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ثم بعد ذلك يأتي بالصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

<<  <   >  >>